دواء العي

تردنا من وقت إلى آخر أسئلة واستفسارات مختلفة ، سواء كانت تلك الأسئلة عن العسل وما يتعلق به أو كانت عن النحل ، ولهذا أنشأنا هذه المساحة لتكون من نقاط اللقاء بيننا وبين زوارنا الكرام، وأطلقنا عليها هذا الاسم استنادا إلى قوله عليه وآله الصلاة والسلام في الحديث " دواء العي السؤال " ، ونرجو أن يوفقنا الله للإجابات الصحيحة الشافية، وسنحاول أن تكون الإجابات حسب أقدمية السؤال بقدر المستطاع، والله الموفق.

- نجد أحيانا اختلاف في لون العسل لنفس الصنف ، فأحيانا يكون فاتح اللون وأحيانا غامق ، فيهما أجود؟

- إذا كان العسل صنف واحد فإن عامل اختلاف لونه في الغالب يرجع إلى عمر العسل ، فالعسل كلما كان حديث كان فاتح اللون ، ويتحول إلى اللون الغامق تدريجيا كلما طالت فترة بقائه.
أما إذا اختلف النوع فإن اختلاف لونه في هذه الحالة يكون أمرا طبيعيا حيث يختلف لون العسل باختلاف مصادره الزهرية ، ولهذا نجد انواع من العسل لها لون غامق جدا يميل للسواد وأنواع أخرى بيضاء اللون أو قريبة من البياض وأنواع أخرى بينها.
أما ما يتعلق بالجودة فهناك عوامل عديدة لها تأثيرات متفاوتة على جودة العسل ، ولعل من أهم تلك العوامل سلامة العسل ونقائه أن يكون مصدره عضوي يعتمد على ما يجمعه النحل من أزهار النباتات والأشجار ، وأن يخلو من الأخلاط الأخرى سواء التي تكون بتدخل القائمين على تربية النحل ، أو حتى تلك الأخلاط التي ربما يجمعها النحل ، مثل ما يجمعه النحل من عصارات الثمار والفواكه ، خاصة في المناحل التي تحيط بها مزارع الثمار كالعنب مثلا وغيره ، وعوامل أخرى تؤثر في جودة العسل منها نسبة الرطوبة ، وبعد أو قرب المناحل من المؤثرات البيئية الضارة كمواد الرش الزراعية ، ومخلفات المصانع والمدن ، وغيرها كثير ، ولهذا فإن العسل البري يعد من أجود أنواع العسل في الغالب، وعموما فالحديث عن جودة العسل يطول

- كيف نعرف العسل الطبيعي من غيره، وهل طرق اختبار العسل التي يذكرها البعض صحية ، مثل التصاقه بالتراب وعدم تجمده في الثلاجة ووو ؟

- الواقع أن تحديد تحديد جودة العسل وصلاحيته يكون بالفحص المخبري ، نظرا لتعدد طرق غش العسل واحتراف بعض ضعفاء النفوس في ذلك ، وما ذكرته أخي الكريم من طرق فحص العسل هي في الحقيقة طرق غير ناجحة أو غير دقيقة ، غير أن بعض تلك الطرق قد تعطي نتائج ربما يكون لها مدلول مقبول إلى حد ما ومنها تفحم العسل أو ظهور الكربون بعد اشتعال العسل ، وكذلك سرعة أو بطء تحلل العسل في الماء، وهي تعطي مؤشر إلى حد ما على وجود السكروز أو سكر القصب في العسل.

- اشتريت عسل بسعر مرتفع لاني احرص على العسل الممتاز ، ولكني فوجئت بالعسل يتحول إلى سكر واضح ، مع أن البايع رجل يظهر عليه أمين وصادق لكن ربما تكون خبرته بالعسل ضعيفة ، فبما تشير علي؟

- ما تتحدث عنه أخي الفاضل يعرف بظاهرة تبلور العسل أو تشكر العسل (تحبب العسل) وهي ظاهرة طبيعية جدا وليس فيها أي دلالة على أن العسل قد يكون مغشوش كما تخشى ، بل ربما كانت علامة على جودة العسل وإن كانت غير مرغوب فيها بالطبع ، والتبلور الذي يحدث للعسل هو تبلور سكر العنب ( الجلوكوز ) وهذا السكر يعد عنصر أساسي في العسل الطبيعي مهما بلغت جودته ، بل هو الذي يشكل قوام العسل . وكلما ارتفعت نسبته في العسل كلما كان تبلور العسل أسرع ، ويختلف شكل ونسبة التبلور باختلاف نوع العسل وظروف تبلوره فقد يتبلور بشكل ترسبي حيث تترسب بلورات العسل في الأسفل وقد يتبلور تبلورا متجانس.

كما أن حفظ العسل في درجة حرارة منخفضة يعد من عوامل تبلوره ، فأنسب درجات الحرارة ملائمة للتبلور هي بين 10 – 15مْ فالعسل لا يحتاج للتبريد عند حفظه ، بل يحفظ في درجه الحرارة العادية 25مْ .
وللتخلص من بلورات العسل يوضع العسل في إناء محكم الغلق ويوضع في حمام ماء دافئ حتى تذوب بلوراته ، مع مراعاة عدم تعريض العسل لأشعة الشمس ، كما لا يعرض لدرجة حرارة مرتفعة لأن ذلك يفقده بعض أنزيماته وخواصه الغذائية والعلاجية.


- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سؤالي عن الشاي الأخضر.. سمعت عنه كثيرا، وسمعت أن فوائده كثيرة، فما هي فوائد الشاي الأخضر؟ وكيف أستطيع أن أميز أوراق الشاي الأخضر الجيدة من غيرها؟ وما هي الطريقة التي يحضر بها الشاي بحيث يتم الاستفادة الكاملة منه؟ كما أريد أن أستفسر عن تأثير الشاي الأخضر على المخ والجهاز العصبي للشخص السليم، والشخص المصاب بالصرع؟

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. بالنسبة لسؤالك عن تأثير الشاي الأخضر على المخ والجهاز العصبي، فإنه يحمي المخ من الجلطات، وينشط الذاكرة والتركيز والإدراك. لكن لم يرد أن له تأثيرا مميزا على كهربية الدماغ. ولكن على الجانب الآخر، أظهرت الدراسات الطبية الحديثة مؤخرا أن للشاي الأخضر فوائد عظيمة للحفاظ على الصحة. ومن فوائد الشاي الأخضر نذكر الآتي: الشاي الأخضر يساعد في تقليل مستويات البروتين الشحمي LDL والذي يعرف بالكولسترول السيئ السمعة، فيقي من الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. أما المواد المضادة للأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض، فهي متوفرة بكثرة في الشاي الأخضر. وأحد أقوى هذه المركبات ما يعرف اختصارا بالرموز EGCG الذي يعمل على الوقاية من أشعة الشمس وأنواع متعددة من الأورام السرطانية. كما أنه يحمي أيضا عند وضعه على الجلد من التقرحات والبثور وانقسام الخلايا غير الطبيعي الذي يظهر بسبب أشعة الشمس المؤذية. والشاي الأخضر يصبغ الأسنان، ولكنه يحميها من التسوس؛ لأنه يحتوي على الفلورايد ويحافظ على اللثة، ويقاوم البكتريا الضارة علاوة على أنه يقاوم رائحة الفم الكريهة. يحسن الشاي كذلك وظائف الكلى، ويقاوم الفشل الكلوي، كما يقلل من فرص الإصابة بالقرحة وينظم حركة الأمعاء. بالإضافة إلى أنه يقاوم ارتفاع مستوى السكر بالدم، ويساعد على إنقاص الوزن إذا شُرب بعد الوجبات. وتستطيع تمييز الشاي الأخضر الجيد بنعومة ملمس أوراقه وباللون الأخضر الفاتح، ومن أهم خصائص أوراق الشاي الأخضر أنها تطفو على سطح الماء الساخن عند صبه على الشاي ثم تغوص مرة أخرى بعد عدة دقائق. ويمكنك تحضير فنجان مفيد وممتع من الشاي الأخضر باتباع الخطوات الآتية: 1. استخدم ماء نقيا ومفلترا، واحرص على أن يكون خاليا من الشوائب حتى لا يتغير طعم الشاي.2. سخن الماء لدرجة الغليان، فالماء الفاتر لا يظهر نكهة الشاي المعروفة. 3. ضع ملعقة صغيرة من الشاي لكل فنجان شاي. 4. اترك الشاي في الماء لمدة 3 دقائق قبل صبه في الفناجين. مع أطيب الأمنيات بدوام الصحة والسعادة والاستمتاع بشرب الشاي.
د. صهباء بندق
منقول من موقع الإسلام أون لاين.