من فوائد التمر

 

التمر فاكهة مباركة، جاء ذكرها في كثير من النصوص الشرعية، سواء بالوصاية على أكلها لما فيها من الفوائد الغذائية، أو حتى للتمثيل والتشبيه لما لها من القوة والثبات من ناحية، ولما لها من قيمة معنوية عند المسلمين من ناحية أخرى.

والتمر كما هو معلوم يحتوي على العديد من القيم الغذائية وحتى الطبية، فهو مثلا يحتوي على مجموعة من السكريات الأحادية والثنائية، والسكريات مصدر مهم للطاقة السريعة لجسم الإنسان، ولهذا أوصى الرسول الكريم -عليه وعلى آله الصلاة والسلام- أوصى الصائم بأن يكون فطوره على التمر أو الماء فقد جاء في الحديث عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإنه طهور رواه أبو داود والترمذي .
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من الماء رواه أبو داود والترمذي .

ومن المؤكد أن نبينا ماكان ليوصينا بهذا لو لم يكون فيه خير لنا،فهذا ولا شك إرشاد طبي له فوائده الصحية، وفيه أيضا ترتيب في اختيار الأفضل فالأفضل.

فالصائم كما يقول أهل الاختصاص عندما يبدأ في تناول إفطاره تتنبه أجهزة الجسم ، وتبدأ في العمل، وخاصة الجهاز الهضمي، الذي يشرع في عمله بعد فترة سكون استمرت ساعات طوال.

ولأن الجهاز الهضمي كان في فترة سكون وهدوء، ولاسيما المعدة، فهو بحاجة إلى رفق وتلطف، ومحاولة إيقاظه باللين.

كما أن الصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر غذائي سريع وسهل الامتصاص، وأسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم بسرعة وسهولة هي المواد السكرية، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية ( الجلوكوز أو السكروز ) لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، لا سيما والمعدة والأمعاء خالية من الطعام بعد ساعات صيام عديدة.

ولو بحثنا عن أفضل ما يحقق هذين الهدفين معا ( القضاء على الجوع والعطش ) فلن نجد أفضل مما أوصى به نبينا الكريم- عليه الصلاة والسلام-، حينما حث الصائم على أن يفتتح إفطاره بالتمر، وخاصة الرطب التي هي مادة سكرية، وهي أيضا غنية بالماء.

وقد أظهرت التحاليل الكيميائية والبيولوجية أن الجزء المأكول من التمر يحتوي على 20 - 24 % ماء ، 70 - 75 % سكريات ، 2 - 3 % بروتين ، 8,5 % ألياف ، وشيء بسيط جدا من المواد الدهنية .

كما أثبتت التحاليل أيضا أن الماء يمثل نسبة 65 - 70 % من الوزن الصافي للرطب. وأن السكريات تمثل 24 – 58 %، والبروتينات 2 – 2.1 %، والألياف 5,2 % بالإضافة إلى نسبة بسيطة جدا من المواد الدهنية.

وفي دراسة أجراها الدكتور أحمد عبد الرءوف هشام ، والدكتور علي أحمد الشحات – توصلوا إلى النتائج التالية:

-          إن تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر مما يساعد على عودة الجسم إلى نشاطه وحيويته.

-           إن خلو المعدة والأمعاء من الطعام يجعلهما قادرين على امتصاص المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة.

-          إن احتواء التمر والرطب على المواد السكرية في صورة كيميائية بسيطة يجعل عملية هضمها سهلا جدا ، فإن ثلثي المادة السكرية الموجودة في التمر تكون على صورة كيميائية بسيطة ، وهكذا يرتفع مستوى سكر الدم في وقت وجيز.

-           إن احتواء الرطب على نسبة مرتفعة من الماء ( 65 - 70 % ) أو حتى تناول التمر منقوعا في الماء يزود الجسم بحاجته الضرورية من الماء.

 

والتمر كذلك يحتوي على العديد من العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور.

وهو كذلك يحتوي على على فيتامينات : أـ ب1 ـ ب2 ـ د.

 

كما أن احتواء التمر على الألياف له فوائد عظيمة للجسم ولاسيما للجهاز الهضمي، إذ تساعد الألياف السليوزية على حركة الأمعاء الإستدارية وتخلص الجسم من الإمساك.

 

وهذا كله نقطة من بحر الفوائد التي أودعها الله لنا في هذه الثمرة الصغيرة في حجمها، العظيمة في نفعها.

ليست هناك تعليقات:

بإيجاز

صورتي
نعتقد يقينا أن العسل الطبيعي يعد من أهم البدائل الطبية والغذائية الطبيعية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وانطلاقا من إيماننا بهذه المكانة المتميزة للعسل الطبيعي، فإننا هنا في " مؤسسة موسم الورود" نحرص كل الحرص على انتقاء أجود أنواع العسل الطبيعي النقي, الذي نعرف مصادره، ونتابع بحرص واهتمام مراحل تحصيله ونقله وتخزينه، ونطمئن على جودته وسلامته، حتى يصل إلى المستهلك بجودته العالية ومنفعته الكاملة.